كل طفل حين يمسك لعبة بيده يبدأ في بناء عالمه الخاص بها. أحدهم يحمل قطعة صغيرة من المكعبات ويبني منها سفينة فضائية، وآخر يصنع منها قلعة أو سيارة. هذه هي اللحظة التي تتحول فيها اللعبة من وسيلة بسيطة للتسلية إلى شرارة للإبداع.
اللعبة الجيدة لا تُسلي الطفل فقط، بل تُحفّز عقله أيضًا. فعندما يُكوّن الطفل أحجية (Puzzle)، يُنمّي قدراته على حل المشكلات ويتعلم الصبر والتركيز. أو عندما يلعب بأدوار مختلفة باستخدام الدمى، فإنه يُدرّب خياله ويخلق قصصًا — وهذه القصص البسيطة هي أساس الإبداع والتفكير الابتكاري.
النقطة المهمة أن اللعبة الجيدة ليست بالضرورة غالية أو معقدة. أحيانًا صندوق كرتوني بسيط يمكن أن يتحول إلى قلعة، أو سيارة، أو حتى سفينة فضائية. ما يهم حقًا هو حرية اللعب. الألعاب التي يمكن استخدامها بطرق متعددة (مثل المكعبات أو ألعاب التركيب) تُنمّي الإبداع لأنها تجعل الطفل يفكر ويبتكر بنفسه.
وقد أثبتت الدراسات أن اللعب بـ الألعاب المفتوحة مثل المكعبات أو الصلصال أو القطع الخشبية يرتبط مباشرة بالإبداع والتفكير الخيالي. هذه الألعاب لا تفرض قيودًا كثيرة، مما يُحفّز عقل الطفل على الاكتشاف والابتكار بدلاً من اتباع التعليمات.
ومن جانب آخر، حين يلعب الأطفال معًا، يتعلمون التعاون والتواصل. يتفاوضون، يُوزّعون الأدوار، ويصنعون قصصًا مشتركة. هذا التعاون يُعزّز بدوره الإبداع لأن الطفل يتعلم كيف يدمج أفكاره مع أفكار الآخرين.
وفي النهاية، يمكن القول إن اللعبة الجيدة لا تملأ وقت الطفل فحسب، بل تمنحه الأدوات التي تساعده على بناء العالم من منظوره الخاص — وهي المهارة نفسها التي تصنع المصممين والفنانين والمهندسين والمبدعين في المستقبل.










0 تعليقات